تُحدثُني أمي عن أيامٍ مضتْ، أيام كانت بها الأمور على خير مايُرام ، حينما كانت أمي طفلةً بعمري كانت تلهو و تلعب كبقية الأطفال ، وحولهم الآباء ، أخبرتني كيف كانت تلعبُ الغُميضة ، و كيف كانت تقرأ القصص ، حتى أنها تحدثت عن راحة البال ، و أنها فطِنة ، مُلىء قلبي بالفرح لأن الخيال أخذني بعيداً لتلك الأيام ، وبغمضة عين دقَّ هاتفي ، أمسكتُ به سرقني ممن حولي ، أدركتُ أن هاتفي أخذني من تلك اللحظات ، من همسِ طفلٍ صغير ، و حديثي جدي المثير ، أصبحت الهواتفُ المحمولة تشغلُ بالنا و أحوالنا ، لا راحة ًتسكُن عقولنا ، كيف ذلك ؟
وجهازٌ بحجم الكفِّ يأسرُنا ، نحن في عصر السرعة والتطور ، عصرٌ تفتحتْ به العقول و سُجِنتْ به الأبدان ، لا ضرر لنا من استخدامه بالحدِّ المعقول ، الحدُّ الذي حُكِمتْ به العقول ، فكلُّ شيءٍ زاد عن حده انقلب ضده ، أصبح الكل مطلع على خصوصية الآخر وهمنا الوحيد أن يرى الآخرون ما نمارسه في أيامنا ، هناك بشرٌ لاتتمنى خيراً لأحد ، العينُ حقّ ، وهناك من يحسد الآخر على شَيْء أن تراهُ لا أهمية لديك والآخر يراهُ كل شيء ، لنحيي في راحة البال ، ولنجعل لنا ولمن حولنا خصوصية لاتُرى ، لنحيي بسلام
Comments